غرّة ماي 2012- الثورة
البروليتارية هي الحلّ الوحيد لتجاوز الأزمة الرأسمالية.
" لقد أصبحت العلاقات
البرجوازية أضيق من أن تستوعب الثروات الناشئة فى رحمها فكيف تتغلّب
البرجوازية على هذه الأزمات ؟ تتغلّب عليها بالتدمير القسري لمجمل القوى المنتجة من جهة و بالإستيلاء على أسواق
جديدة و التكثيف من استغلال الأسواق القديمة من جهة أخرى.فماذا تكون النتيجة اذن؟.
التحضير لازمات عامة وهائلة ، و الحد من امكانية تلافي هذه الأزمات.
فالأسلحة التى إستخدمتها
البرجوازية للقضاء على الإقطاعية ترتد اليوم إلى صدر البرجوازية نفسها. و لكن
البرجوازية لم تصنع فقط الأسلحة التى سوف تقتلها، بل أخرجت أيضا الرجال الذين
سيستعملون هذه الأسلحة: وهم العمال العصريون ، اي البروليتاريون".( ماركس و
إنجلز ، بيان الحزب الشيوعي ، 1847)
----------
لايزال هذا الاستشهاد صالحا الى
يومنا هذا بعد 165 سنة من نشره . إنّه يسمح لنا بفهم الوضع الذي تعيشه الطبقة العاملة و البروليتاريا و
الجماهير الشعبية فى كافة البلدان ، بغض النظر عن طبيعة الحكومة: دكتاتورية
مقنعة ، أم دكتاتورية ديمقراطية برجوازية أو دكتاتورية وحشية .
إنّ البرجوازية الإمبريالية تبحث
عن أقصى نسب الربح وهي تستعمل
الأزمة تعلّة لتحقيق هدفها المتمثّل فى إعادة هيكلة الإنتاج وتنعكس اعادة الهيكلة
هذه على جميع البلدان و تعنى بالنسبة للطبقة العاملة و الجماهير الشعبية: نقل
الصناعات الكبرى الى مواقع اخرى ,غلق مصانع و تخفيض أجور و بطالة و ديون و فقر
إلخ. لكن فى الأماكن التى سيقع فيها بعث مصانع
جديدة ، فذلك يعنى, إفتكاك الأرض و مصادرة أملاك الفلاحين المحلّيين و
إستغلال فاحش و أجور زهيدة و تخريب البيئة إلخ .
وفي اطار خدمة البرجوازية
الإمبريالية, تستخدم الطبقات السائدة جهاز الدولة لقمع نضالات البروليتاريا و منع
الجماهير من التمرّد و التنظم من أجل القيام بالثورة. فقد اصبحت الدولة بصفة واضحة
دولة بوليسية تضع مواطنيها تحت المراقبة و تعرّضهم للقمع.
فلا اليسار ولا اليمين ولا أية فئة
من البرجوازية قادرة على الخروج من الأزمة.و يمهد تواصل الأزمة الأرضية
للفاشية التى تتقدّم بصفة غير مباشرة. إنّها تتقدم خطوة خطوة عبر الديماغوجيا
الشعبوية ، معتمدة على الأزمة الإقتصادية. و فى الوقت المناسب ، ستبيّن
الفاشية وجهها الحقيقي وستدافع بكل شراسة
عن مصالح رأس المال المالي. و فى الوقت نفسه ، يبرز التنافس بين الكتل الإحتكارية
المختلفة حول إعادة تقسيم الأسواق و بالتالى بروز
حروب جديدة فى الأفق .
ان الطبيعة الطبقية للدولة هي
المسالة المحورية. اما الشكل الذى تتخذه هذه الدولة فهو شكل ظرفي لا غير.
ويظل الهدف الأوّلي للدولة هو خدمة مصالح
الطبقة الحاكمة ، أي ، مصالح البرجوازية الإمبريالية وهي فئة قليلة مقارنة
بالأغلبية العريضة للرجال و النساء و الأطفال الذين يواجهون الاستغلال عبر العالم
. ومع استفحال الأزمة ، يصبح دور الدولة
أوضح لدى الجماهير. ان المهمّة المركزية لاية ثورة هي التحطيم الكلي لجهاز الدولة البرجوازية و بناء على
أنقاضها دولة جديدة مختلفة جذريّا، تعمل على تركيز البناء الإشتراكي باتجاه التحول
الى الشيوعية. وباختصار تظل الثورة هي الإجابة الوحيدة على الأزمة !
و اليوم ، تناضل البروليتاريا و
الجماهير الشعبية و تتمرّد فى عديد البلدان. و تعبّر هذه التمرّدات عن نفسها بطرق
متنوّعة و متباينة: الإضرابات العامة ، النضال ضد ارتفاع الأسعار، و ضد تسريح
العمّال ،و من أجل حق الشغل ، و ضد
التمييز بين النقابات، ومن اجل المحافظة على البيئة ، إحتلال المنازل و
الأراضي الشاغرة، و تمرّدات الشباب ضد عنف الشرطة و ضد الحياة دون عمل ودون مستقبل
، و نضالات النساء إلخ.
و فى البلدان العربية واثر الإنتفاضات التى افتقدت لقيادة ثورية ،
إستعادت الطبقات الحاكمة و الإمبريالية السيطرة على الوضع بإسم " الديمقراطية"
، وواصلت إستغلال الشعب وتصدت للسيرورة
الثورية. وهكذا اصبحت الحركة الإحتجاجية
إمّا ضحية التدخلات الإمبريالية و القوى الرجعية و الإصلاحية العلمانية أو
الدينية، أو محل قمع دمويّ.
وفى البلدان المضطهَدَة العربية ، مثلما هو
الحال فى جميع البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة ، أضحى أكثر من ضروري تطوير
الثورة الديمقراطية الجديدة كجزء لا يتجزّأ من الثورة الإشتراكية .
و فى البلدان الإمبريالية ، تعكس
حركة " أوكوباي" [ إحتلال الشوارع و الساحات] الغضب الكبير للشعوب ،
لكنّها لا تتحدّى بما فيه الكفاية النظام برمّته. ان هذه النضالات البروليتارية و
التمرّدات ليست ثورية فى حدّ ذاتها لكنّها تمثل خطوة أولى على درب الوعي بضرورة
الثورة كما انه من الهام فضح وهم التحول
السلمي و التداول على السلطة ، و كشف الإنتخابات المزيفة.
يجب على شيوعيّي اليوم ( الماويّون) أن يساهموا فى هذه النضالات ويكونوا في
طليعتها. يجب أن يبنوا القوّة الثورية للبروليتاريا على المستويات الإيديولوجية و
السياسية و التنظيمية، و بصورة خاصّة الأدوات الثلاث للإستراتيجيا الثورية:حزب
شيوعي ماوي ، جبهة متحدة ثورية و قوّة قتالية.
ينبغى أن نناضل ضد الإصلاحيين و التحريفيين
و الإنتهازيين الذين يقومون بالنضالات الإحتجاجية بروح وفاقية فى النقابات و فى
المنظّمات الجماهيرية الموجودة ، فهم لا يقدّمون سوى " حلولا" فى إطار
النظام الرأسمالي و الإمبريالي القائم، مروّجين فى صفوف الجماهير أنّ النهج
الإنتخابي و السلمي يمكن أن يكون الحلّ بالنسبة للبروليتاريا و للجماهير لتجاوز
الأزمة. إنّهم يمثّلون عراقيل أمام تطور الصراع الطبقي و تنظيم الطبقة العاملة و
الجماهير من أجل الثورة.
اما فيما يخص السلطة الحاكمة ,
فيستعمل الرجعيون الاختلافات العرقية و الدينية كما يستعملون العنصرية لتقسيم صفوف
البروليتاريا ، و الطبقة العاملة و الجماهير الشعبية ، كحيل للحفاظ على سلطتهم.
و فى العالم أجمع علينا التعريف
بالحروب الشعبية ومساندتها باعتبارها رأس حربة للنضال ضد الإمبريالية التي تتخبط
في أزمتها.
تواجه الحرب الشعبية في الهند
بقيادة الحزب الشيوعي الماوي هجمات العدوّ العنيفة لكنها تحقق النجاحات في مستوى
الانتشار والتقدم. كما ان حرب الشعب فى
الفيليبين تتطور هي الاخرى بقيادة الحزب
الشيوعي الفليبيني ، الذى يرفع راية الماوية ، وتتواصل فى البيرو حرب الشعب رغم
الأعمال التخريبية للتيّار التصفوي. و فى تركيا ، يتقدّم النضال الثوري بقيادة
الماويين وفق إستراتيجيا حرب الشعب. و فى بلدان أخرى ، يقع الإعداد لمبادرات و
خطوات تدفع عجلة الثورة إلى الأمام .
ينبغى أن نناضل ضمن سيرورة التطور اللامتكافئ للقضاء على النظام الرأسمالي
عبر العالم بأسره و بناء عالم جديد خال من الإستغلال و من إضطهاد الشعوب و الحروب
الدامية ، فى سبيل عالم اشتراكي و شيوعي .
ويجب ان نعمل على إعادة بناء
المنظمة الاممية للشيوعيين في العالم على قاعدة
الماركسية – اللينينية – الماوية حسب الاوضاع الملموسة اليوم. كما يجب أن نطورمعا النضال من أجل القيام
بالثورة والتقدم نحو الاممية الشيوعية الجديدة .
عاش يوم غرّة ماي العالمي !
عاشت الأممية البروليتارية !
الامضاء:
الحزب الشيوعي الماوي-افغانستان
الحزب الشيوعي الهندي(الماركسي
اللينيني) نقزلباري
الحزب الشيوعي الماوي في فرنسا
الحزب الشيوعي الماوي –ايطاليا
الحزب الشيوعي الماوي في مانيبور
الحزب الشيوعي الماوي – تركيا /
شمال كردستان.
الحزب الشيوعي الثوري-كندا
لجنة تأسيس الحزب الشيوعي
الماوي-النمسا-
الحركة الشيوعية الماوية –تونس
المنظمة الشيوعية الماوية-تونس
الماركسيون اللينيون
الماويون-المغرب
المنظمة العمالية افغانستان-الماركية
اللينينية الماوية-
لجنة النضال الشعبي مانولو بلّو
قاليس- أسبانيا
الممارسة الثورية –المملكة المتحدة
في خدمة الشعب(اعلام ثوري ماركسي
لينيني ماوي) أكسيتاني-فرنسا
الديمقراطية والصراع الطبقي-بلاد
الغال
(ترجمة الحركة الشيوعية الماوية –تونس)
No hay comentarios:
Publicar un comentario